الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

من البادية للمدينة

الانتقال من عيش البادية الطليقة الحرة الواسعة التي لا حدود بها والهم القليل والعيش البسيط والمتطلبات القليلة  ووووو
الى المدينة المحاطة المحصورة التي تطلب نظام اجتماعي واقتصادي مختلف عن البادية  التي يشعر البدوي بها احيانا انه مربوط ولا تتماشى مع نمطه  وحبه للوسع وطبعه ذلك ،وتجد ذلك واضحا عند من انتقل من البادية ( البر) الى عمران المدينة. فانه يشعر بسجن وضيق وليس بالسهل  عليه  ...
وقد قيل في علم الاجتماع ان هذا الانتقال  وتغيير نمط الحياة له تاثيره  ويختلف عمن ولد بالمدينة 
وهذه ميسون ابنة بحدل الكلبيّة

  وهي أمّ يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. كانت ذات جمال باهر، أعجب بها معاوية ,هيّأ لها قصرًا مشرفًا على غوطة دمشق، ووشّاه بأنواع الزّخارف وأواني الفضّة والذّهب والدّيباج الرّوميّ، وملأه بالوصائف والخدم، ثمّ أسكنها هذا القصر ظنًا مِنْه أنّ ذلك يبهرها، ولكنّ ميسون تذكّرت نجدًا مسقط رأسها وحنّت إلى الأهل فبكت، فأنشدت:

لبيتٌ تخفـقُ الأرياحُ فيـهِ 

                                أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قصـرٍ مِنْـيفِ

ولبسُ عـباءةٍ وتقـرَّ عينـي

                                    أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ لبسِ الشّفوفِ
وأكلُ كسيرةٍ في كسرِ بيتـي 

                                أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أكـلِ الرغيفِ
وأصواتُ الرِّياحِ بكـلِّ فـجٍّ 

                               أحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَقْـرِ الدّفـوفِ
وكلبٌ ينبـحُ الطُّرّاقَ دُونِـي

                                أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هـرٍّ أليــفِ
وبَكرٌ يَتْبعُ الأظـعانَ صعـبٌ  

                                  أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بعـلٍ زفـوفِ

 

 

وخرقٌ مِنْ بـني عَمِّي نحيفٍ

                                  أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ علـجٍ عنـوفِ

خشونةُ عِيْشتي في البَدوِ

                                       أَشهَى إِلى نفسِي مِنْ العيشِ الطّريفِ
فما أَبغِى سوى وطني بديـلاً

                             وما أبهاهُ مِنْ وطنٍ شريـفِ


فليس بالهين هذه القفزة الانتقالية فقد يطول التاقلم للمدينة ، ويصحب التغيير ثلاثة احتمالات اما الانحراف عن المراد واما التغيير للاحسن واما التذبذب بين ذلك فيصبح كَلا على وجهه هيمانا اينما توجهه فهو يسير حتى يستقر وترون ذلك راي العين.

الجمعة، 4 سبتمبر 2015

المفسدون بالارض

دعاة الفساد
زين لهم الشيطان اعمالهم {{ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }  فظنوا انهم مصلحون { ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا  وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } واذا قيل لهم لا تفسدوا قالوا { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ  قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ }  واطلقوا الاشاعات على الناصحين فقالوا كما قال فرعون من قبل { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِى أَقْتُلْ مُوسَىٰ  وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنّى أَخَافُ أَن يُبَدّلَ دِينَكُمْ أَوأَن يُظْهِرَ فِى ٱلأَرْضِ ٱلْفَسَادَ } فطبع الله على قلوبهم { وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } واصروا على باطلهم { وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلْحِنثِ  ٱلْعَظِيمِ }  فلا يغرنك تقلبهم بالبلاد لهم { مَتَٰعٌ قَلِيلٌ  وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } 
 وان نصحتهم واعرضوا { فَإِن تَوَلَّوْاْ  فَإِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِٱلْمُفْسِدِينَ }  وان علموا بعد النصح  فسادهم  { وَجَحَدُواْ بِهَا واسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَٱنظُرْ  كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ } 
اخذهم الله بذنوبهم    { كَدَأْبِ  ءَالِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ  كَذَّبُواْ بِئَايَٰتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }}
ولا تحزن عليهم  { فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْفَٰسِقِينَ }
والله لا يحب المفسدين .

الخميس، 16 أبريل 2015

كفارة اليمين




كفارة اليمين 
يخطئ كثير من الناس فيظن ان كفارة اليمين صيام ثلاثة ايام مباشرة بل الصحيح خلاف ذلك فان الحالف  إذا حنث  وجب عليه ما يلي 
اولا:- إحدى هذه الخصال الثلاث: -إطعام عشرة مساكين، أو -كسوتهم، أو -تحرير رقبة، 
ثانيا:- فإذا عجز عن  احدى هذه الثلاث  وجب عليه  صيام ثلاثة أيام.
ولا يصح الصيام ما دام قادر على احدى الخصال الثلاث ،وهذا لا خلاف فيه لأنه نص قرآني قاطع.
واما يمين  اللغو لا كفارة فيه  وهو ما يسبق على لسان الرجل من غير قصد، كأن يقول: لا، والله، بلى، والله ما جرى على اللسان من غير قصد.
قال الله تعالى :{ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون} المائدة ٨٩ وللزيادة والتفصيل لمن اراد فليرجع الى تفسير الاية عند القرطبي.

الجمعة، 3 أبريل 2015

تشريف بدون تكليف ( الافراح)

بما ان اليوم الجمعة ويكون اكثر من فرح ( عرس ووليمة ) 
فيلزمك ان تذهب اليهم جميعا  وتبارك لهم فحينها عليك  التوفيق وكسب الجميع او تبعث من ينوب عنك كالابن عن الاب وبالحديث "إذا  اجْتَمَعَ دَاعِيَانِ, فَأَجِبْ أَقْرَبَهُمَا بَابًا, فَإِنْ سَبَقَ أَحَدُهُمَا فَأَجِبِ الَّذِي سَبَقَ". -  رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ,وسكت عنه 
وقال الصنعاني في سبل السلام" اذا اجتمع دَاعِيَانِ فَالْأَحَقُّ بِالْإِجَابَةِ الْأَسْبَقُ فَإِنْ اسْتَوَيَا قُدِّمَ الْجَارُ، وَالْجَارُ عَلَى مَرَاتِبَ فَأَحَقُّهُمْ أَقْرَبُهُمْ بَابًا فَإِنْ اسْتَوَيَا أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ.
واما عن طعام الوليمة جاء عند البخاري : شَرُّ الطعامِ طعامُ الوَليمَةِ، يُدْعَى لها الأغْنياءُ ويُتْرَكُ الفُقَراءُ".

٢- وان كان يلزمك ان  تبارك  (ماليا-  نقوط - تقود قودا )  والوضع المالي لا يسمح للبعض ان يقوم بذلك العبء المالي نتيجة وجود  اكثر من فرح ما يجعله يستقرض او او او ،،،،، 
( كقصة احدهم ان كان عنده في نفس الجمعة ثلاثة افراح وكل فرح الف شيقل عليه،   فيكلفه ٣٠٠٠ الاف شيقل  في يوم واحد وعليه ان يذهب للثلاثة  فمن وصلك وصلته بالعادات). 
"وأما حكم النقوط شرعاً، فقد اختلف الفقهاء في ذلك، فمنهم من اعتبره قرضاً يجب سدادُهُ مستقبلاً، وهو قول المالكية والشافعية والحنابلة. وقال الحنفية المرجع في تكييف النقوط يعود لعرف الناس وعادتهم ، فإن كان العرفُ السائدُ يعتمد أن النقوط قرض، كان حكمه حكم القرض، وعلى من أخذه أن يردَّه في مثل مناسبته، سواءً بقيمته أو بمثله، فإن زاد في ردِّه كان قرضاً جديداً له، يُسدُّ له في مناسبته القادمة، وأما إن كان العرف القائم يعتبر النقوط هديةً مجردةً، فلا سدادَ فيه لأنه هديةٌ مجردةٌ" (حسام الدين عفانة - يسالنوك نظرة شرعية في النقوط بالافراح) .
- فلا تجعلوا من افراحكم سبب في ضيق للمباركين بل اجعلوها سعادة للجميع - 
تشريف بدون تكليف-

الجمعة، 27 مارس 2015

اهل الفساد

ولهؤلاء الذين لا هم لهم الا مضايقة البنات وخراب  البيوت  ومعاكسة المتزوجات ، والبحث عن افساد  سعادة زوجين ، ويكونون سبب في التفريق بين الازواج فانهم يتشبهون بابليس وهم لا يعلمون  ، فان صلاتهم وصومهم وزكاتهم لن تفعهم  فان الدين ليس صلاة وصوم فقط:" إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى المَاء ثمَّ يبْعَث سراياه فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلَتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكَتُهُ حَتَّى فرقت بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نَعَمْ أَنْتَ  . رَوَاهُ مُسلم

وليعلموا  انهم  من زمرة الفاسدين ( والله لا يحب الفساد) وقال تعالى :(  وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ } أي سيعاقبهم. 
وكذلك داخلين تحت قوله تعالى :(  والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) . 
وقوله تعالى( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) 
 وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ، ولا تطلبوا   عوراتهم ، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم ، طلب الله عورته ، حتى يفضحه في بيته " . صحيح رواه احمد

 وقال صلى الله عليه وسلم (  ليس منا من خبب امرأة على زوجها) يعني افسد امراة على زوجها 
 رواه أبو داود وسكت عنه وصححه الالباني 
 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أربى الربا استطالة المرء  في عرض أخيه -) صححه الالباني وابن حجر

وتب الى ربك فانه الغفور ذو الرحمة . 

يزيد ولا ينقص

من  العادات القبيحة المستحدثة  في الافراح ذبح الذبائح بطرا ورياء وسمعة واسرافا حتى يقال عنه كريم وانه فلاناجوادا او تحت شعار " يزيد ولا ينقص" , وفي النهاية الطعام يزيد فوق المعقول  ولا يؤكل ولا يوزع للفقراء  بل يرمىبالزبالة الا من رحم ربي .  

ونقول اولا : ان هذا من الاسراف الذي نهى الله عنه وذمهفقالوَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَالاعراف ٣١ 

وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُواوَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ» وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " كُلْمَا شِئْتَ، وَالبَسْ مَا شِئْتَ ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِسَرَفٌ، أَوْمَخِيلَةٌ " رواه البخاري ، وشرحه مصطفى البغا فقال: (إسرافهو تجاوز الحد في كل فعل أو قول واستعماله فيالإنفاق أشهر من غيره وهو فيه الإنفاق زائدا عما ينبغيويليق ( مخيلةمن الخيلاء وهو التكبر. (ما شئتمما أحلهالله تعالى. (أخطأتك. .) تجاوزتك ولم تحصل منك.  

وحثنا  الله على التوسط بالنفقة فقال: ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْيُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) الفرقان/67 

وثانياذبح الحيوان من غير حاجة فقط  بطرا او عبثا حتىيقال عنه انه كريم كالذبائح  في الولائم من أجل الرياءوالسمعة والتفاخر  بالكرم  وهذا اثم بيّن  واضح لان لا يجوزذبح الحيوان إلا للحاجة كأكله ؛وقال البغوي في سننه بابُكراهِية ذبْحِ الحيوانِ لِغيْرِ الأكْلِ فروى عن  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا، سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْ قَتلِهِ»،قِيلَيَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: «أَنْ يَذْبَحَهَا، فَيَأْكُلَهَا، وَلايَقْطَعْ رَأْسَهَا، فَيَرْمِي بِهَا» كذلك رواه الشافعي  والدارميوالحاكم وصححه  الذهبي في التلخيص  

وثالثا : عدم اهدار الطعام فقد حثنا النبي على حفظ الطعاموعدم هدره عبثا فمر النبي -صلى الله عليه وسلمبتمرة فيالطريق فقال: "لو لا إني أخاف أن تكون من الصدقةلأكلتهامتفق عليه، والمراد من الحديث أن لو كانت هذهالتمرة من غير صدقة لما تركها هدرا وتذهب وتفسد بل اكلها،  وهذا مما يدل على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالنعمحتى لا تزول . 

ورابعاالذبح  لغير الله تقربا وتعظيما، فهذا شرك أكبرمخرج عن الملة ومثال فلو قدم السلطان او الرئيس  إلى بلدفذبح له، فإن كان تقربا وتعظيما فقط ، فإنه شرك أكبر،وتحرم هذه الذبائح، وعلامة ذلكأنها تُذبح في وجهها ثمتترك ولو تؤكل أما لو ذبحت له إكراما وضيافة، وطبخت،وأكلت، فهذا من باب الإكرام، وليس بشرك ( ابن عثيمين فيكتاب القول المفيد شرح كتاب التوحيد)

وتذكروا الحفاظ على نعم الله فإنها ما نفرت من قوم فعادتإليهم.